إن الحالة الأمنية في ليبيا كارثية وهي فضيحة دولية كبيرة. لكن الغرب يتجاهلها. السبب الرئيسي وراء ما يحدث لليبيين هو الإنقلاب العسكري الذي دعمته الولايات المتحدة وحلف الناتو عام 2011، وفقا للمتحدثة الرسمية باسم القبائل الليبية، السيدة ليندا أولستاين في مقابلة حصرية أجرتها معها صحيفة “هيرلاند ريبورت”.خلاصة القول: تسيطر على حكومة طرابلس المدعومة من قبل الغرب ميليشيات عديدة الآن بعد أن فقدت الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة ذا صلة بالقاعدة بعض القوة هي و عبد الحكيم بلحاج ومحمود شريف وغيرهم، وهو تطور نشأ عقب قيام المملكة العربية السعودية بنبذ حليفتهم قطر.
The NATO Libya war in 2011 sent the country spiraling into chaos and civil war, now characterized by militia rule, sectarianism and proxy war.
- Under autocratic Muammar Gaddafi, Libya was Africa’s richest welfare state.
- Memorandum on Libya: Fabrications against the State – Saif al-Islam Gaddafi.
- Horrifying Militia Rule in Libya post NATO assault 2011. An analysis.
- NATO’s role in Libya war is one of the worst examples of Western assault in modern history, Hanne Nabintu Herland.
وبعد سبع سنوات، تم تشريد أو إزاحة ما لا يقل عن 3 ملايين ليبي وسجن عشرات الآلاف في سجون غير رسمية تديرها الميليشيات، حيث تنفذ عقوبة الإعدام بشكل يومي وترتكب جرائم تعذيب بجميع أنواعها ضد الرجال والنساء والأطفال.
ويتولى السيطرة حاليا ما يسمى بلواء طرابلس الثوري بقيادة هيثم
تاجوري. ويتكون هذا اللواء بشكل رئيسي من ميليشيات يقودها محاربون مشهورون مثل هاشم بشر وغنيوة الككلي وأسامة الجويلي وهيثم تاجوري نفسه، بالإضافة إلى شبه ميليشيات أخرى. ويقال إن هذه الميليشيات تملك سجونا خاصة تحتجز فيها آلاف السجناء السياسيين من دون محاكمة.
ويتم الآن جمع السجلات والتحقق من الحالات لأجل الحصول على أدلة لتوجيه الاتهامات ضد العديد من قادة الحرب هؤلاء. ولم يكن من الصعب العثور على التفاصيل المتعلقة بالمجازر، إذ يقوم الشعب الليبي بأخذ الصور كأدلة في كل مكان فهم أنهكوا من العيش تحت حكم الخوف والرعب.
فيعيش السكان في خوف دائم من عمليات الإختطاف والإغتصاب والقتل وقطع الرؤوس والصلب واستخدام أساليب تعذيب مروعة وواسعة النطاق. كما تملأ الصفحات الليبية صور لرؤوس مقطوعة وجثث معذبة وأهال يبكون على أحبائهم الذين خطفوا وسجنوا لسنوات من دون محاكمة.
“السجون” مليئة بالسجناء السياسيين، وكل ذلك يحدث أمام أعين الحكومات الأوروبية وسلطة طرابلس المدعومة من قبل الغرب والأمم المتحدة. كما تراقب منظمة العفو الدولية وجهات أخرى الأحداث بصمت من دون فعل شيئ.
مرة أخرى، سيناريو نموذجي في ليبيا عام 2017. الحكومة نيس التي ينعدم فيها القانون الليبي المدعوم من الغرب.
مقابلة مع الناطقة الرسمية باسم القبائل الليبية والناشطة في مجال حقوق الإنسان، السيدة ليندا أولستاين
هيرلاند ريبورت: – أشكرك على إتاحة المجال لنا بالتحدث معك عن القضايا الملحة في ليبيا. وبصفتك الناطقة باسم القبائل الليبية، فنحن نقدر تقييمك للوضع الراهن.
من المعروف أن معمر القذافي طالما كان عدوا لجماعات القاعدة. وكان يعتقد أن ما يجعل الشخص ثوريا هو قتاله من أجل أرضه في الوقت الذي كانت فيه جماعات القاعدة تقاتل في كل مكان كالمرتزقة الذين يقومون بهذه الأعمال في بلدان مختلفة لأجل المال.
ورأى القذافي أنهم لا يمثلون الإسلام الحقيقي. فنحن نعلم أنه كان ليبراليا في نظرته للنساء وأن النساء كانوا جزءا من الجيش الليبي وحراس القذافي الشخصيين. كما منع القذافي الأحزاب السياسية بما فيها الإخوان المسلمين، وهو أمر حظى على تأييد إبنه سيف الإسلام القذافي. وكانت الجماعات الإسلامية المتطرفة تعارض مبدأ جيش الشعب الذي أتى بإلزام جميع الليبيين أن ينضموا إلى التدريب العسكري في الثكنات العسكرية والجامعات والمدارس الثانوية، وقد عارضوا مساهمة النساء فيه بشكل خاص ورفضوا مفهوم الكتاب الأخضر الذي يقول إن أساس القانون إما أن يكون مبنيا على تعاليم القرآن الكريم أو على العادات والتقاليد، وبذلك تجاهلوا سنة النبي محمد وأعماله وأقواله كأسس قانونية. رفضوا أيضا موقف القذافي الليبرالي تجاه المرأة في السماح لها بالحصول على التعليم العالي والعمل بوظائف ذات صلة بمؤهلاتها، بدلا من إبقائها داخل منزلها أو داخل ما يسمى بالملابس الإسلامية.
هيرلاند ريبورت: انضمت الجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة في ليبيا، مثل الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة وأشخاص مثل عبد الحكيم بلحاج، إلى الأميركيين عام 2011 داعمين الإنقلاب ضد القذافي. ثم رأينا بعد ذلك نهوض أشخاص مثل بلحاج، ليصبح أحد أغنى الرجال في أفريقيا، ونهض معه عدد من قادة الحرب الليبيين الحاليين. هل توافقين الإدعاء بأن الأميركيين وحلف شمال الأطلسي تعاونوا مع جماعات القاعدة للإطاحة بالقذافي عام 2011؟
ليس سرا أن الولايات المتحدة ودول الناتو ودولا عربية تعاونت للإطاحة بالقذافي. وهناك أسباب لذلك: فقد ألقى القذافي كلمة مهينة في الجمعية العامة للأمم المتحدة ضد القوى الكبرى بمجلس الأمن. كما أوقف القذافي سابقا خطة لساركوزي أراد من خلالها إنشاء مشروع باسم “إتحاد البحرالأبيض المتوسط” ، لكن القذافي وأجبره على تغيير الإسم ليصبح “إتحاد الدفاع عن البحر الأبيض المتوسط”.
وأنشأ القذافي الأقمار الصناعية الأفريقية، مما منع فرنسا من الحصول على رسوم الإتصالات التي كان يدفعها الأفارقة سنويا مقابل استخدام الأقمار الصناعية الأوروبية. وكان على وشك إدخال عملة الدينار الذهبي الأفريقي لحرمان فرنسا من الإحتفاظ بدولها الفرنكوفونية في أفريقيا. كما كان بإمكان الدينار الذهبي أن يوحد أفريقيا تحت عملة واحدة ويمنح بذلك الدول الأفريقية القدرة على التحرر من سيطرة الحكم الإقتصادي الغربي. كان بإمكانه أيضا أن يضعف الدولار الأمريكي كعملة، حيث أن النفط والغاز والتجارة في أفريقيا يعتمدون بالدرجة الأولى على الدولار الأمريكي.
وكان القذافي على وشك إنشاء منظمة حلف جنوب الأطلسي كمنظمة إقتصادية وعسكرية مشابهة لحلف شمال الأطلسي. وكان أيضا من المقرر أن تصبح هذه المنظمة حقيقة إن أتيحت لقمة جنوب أفريقيا فرصة الإنعقاد في ليبيا بسبتمبر 2011. هذا ما أدى إلى استعداد الولايات المتحدة وحلفائها للتعاون مع تنظيم القاعدة والجماعات الإرهابية الإسلامية، مثل تلك التابعة لعبد الحكيم بلحاج الذي يعرف أنه تم القبض عليه في أفغانستان مع أسامة بن لادن والظواهري. فقد تم ترحيل عبد الحكيم بلحاج إلى سجن في غوانتانامو. ويمكننا هنا أن نرى التناقض في السياسة الغربية، حيث لم تمانع الولايات المتحدة أبدا أن تستخدم إرهابيا من غوانتانامو وأن تمنحه منصبا قياديا في ليبيا من أجل الإطاحة بالقذافي.
وعند استقبال القذافي لعبد الحكيم بلحاج في ليبيا آتيا من غوانتانامو، قام النظام بسجنه. ثم بدأت الولايات المتحدة بالإلحاح على القذافي للإفراج عن سجناء القاعدة لإثبات حسن نيته تجاه أمريكا. وفي ذلك الوقت، كان القذافي يعرف تماما أن تدمير العراق وقتل صدام حسين كان نتيجة مباشرة لرفض العراق تحقيق رغبات الولايات المتحدة. فأدرك كل من القذافي وابنه سيف الاسلام كم هو من السهل أن تواجه ليبيا المصير نفسه اذا لم يطلقوا سراح سجناء القاعدة ولم تتم الإستجابة للمطالب الأمريكية. بل أن هناك صورة فوتوغرافية من تلك الفترة، تظهر الساعدي القذافي مع بلحاج في محاولة لإثبات حسن النية بالإفراج عن السجناء لاسترضاء الضغوط الغربية من أجل تجنب التعرض لمصير العراق. لكن رغم ذلك، وفي وقت لاحق، تم تدمير ليبيا كما نعلم.
كانت هناك محاولات جاهدة للإفراج عن سجناء القاعدة، الذين سعوا لاغتيال القذافي من قبل مصطفى عبد الجليل، وزير سابق في حكومة القذافي عام 2007، وزعيم لاحق في الحكومة المؤقتة المدعومة من الغرب عام 2011.
يبين كل ذلك كم أراد معمر القذافي إثبات حسن نيته بإطلاق سراح السجناء، ولكنهم قابلوه بالخيانة وكانوا عبارة عن قوة فعالة في الإنتفاضة ضده وضد الحكومة الخضراء بدعم من الولايات المتحدة وقطر والغرب.
في وقت لاحق، أكد مصطفى عبد الجليل عام 2014 لوسائل الإعلام العربية أنه يعلم بأن القذافي لم يهاجم شعبه. وأضاف أن تلك الأكاذيب قيلت بهدف الإطاحة بالقذافي.
هيرلاند ريبورت: – تعاني ليبيا حاليا من مذابح هائلة واختطافات واغتصاب للرجال والنساء ، كما يعيش الناس في خوف دائم. هل بالإمكان توضيح التفاصيل وشرح الوضع هناك.
ليندا أولستاين: – إن الوضع الأمني الراهن كارثي فعلا. فالبلد يحكم من قبل أكثر من ثلاث حكومات. إحداها في الشرق، واثنتان في طرابلس، بالإضافة إلى تواجد حكم ذاتي في مصراتة وبني وليد. أما البرلمان في طبرق بالشرق فهو منقسما ونادرا ما يلتقي.
كما يقوم حفتر، قائد الجيش في الشرق، بإطلاق العنان لميليشياته ضد خصومه لإجبار الناس على تعيينه رئيسا بحكم الواقع للبلاد. أما في غرب البلاد، فتعم فوضى سببتها الميليشيات، على الرغم من وجود ما يسمى بحكومة المصالحة التي تحكم وسط طرابلس بصعوبة. تخضع طرابلس لسيطرة قادة حرب متمركزين في منطقة طرابلس وضواحيها.
مصراتة التي تبعد نحو 200 كيلومتر شرق طرابلس، والتي تلقت دعما من تركيا وقطر ومن إيطاليا مؤخرا، تشكل الآن تهديدا لطرابلس بسبب ميليشياتها القوية بقيادة صلاح بادي. فهي تهدد طرابلس لصالح المجلس الوطني السابق الذي يأخذ الآن شكل المجلس الأعلى للدولة، برئاسة عبد الرحمن الصويحلي وهو إرهابي مدني وسياسي المنحى من مصراتة.
وتسيطر على طرابلس الآن العديد من الميليشيات بعد طرد الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة وعبد الحكيم بلحاج ومحمود شريف وآخرين من المنطقة نتيجة نبذ حليفتهم قطر من قبل السعوديين وأنصارهم. وفي الوقت الراهن يتم فرض سيطرة لواء طرابلس الثوري بقيادة هيثم تاجوري وهو يتكون بشكل رئيسي من ميليشيات يقودها هاشم بشر وغنيوة الكيكلي وهيثم تاجوري نفسه، بالإضافة إلى شبه ميليشيات أخرى.
هيرلاند ريبورت: – برأيك من هم أقوى قادة حرب في ليبيا اليوم؟
ليندا أولستاين: – قادة الحرب الأقوى في ليبيا اليوم هم الأمريكيون والإماراتيون، إذ أنهم المؤيدون الرئيسيون للمواطن الأمريكي، خليفة حفتر، الذي عاش 20 عاما في الولايات المتحدة وتعاون مع وكالة المخابرات المركزية ومكتب التحقيقات الفدرالي وقدم للأمريكيين معلومات عن نظام القذافي ثم عاش برفاهية في الولايات المتحدة حتى عام 2011، حين عاد إلى ليبيا مع الأمريكيين.
وعندما قبض عليه في حرب التشاد، تم ترحيله إلى الولايات المتحدة، فأخذ يتعاون مع الأمريكيين منذ ذلك الوقت. وأراد خليفة حفتر أن يستحوذ على سلطة القذافي، لذلك عمل بشكل متعمد على تزويد الولايات المتحدة بمعلومات زائفة. وتوجد أدلة على ما أقول. فيوم غادر الرئيس باراك أوباما المكتب البيضاوي في البيت الأبيض، سألته الصحافة عن أسوأ قرار اتخذه خلال مهنته. فكانت إجابته صحيحة إذ قال: الحرب في ليبيا ضد القذافي هي أشد ما كان يندم عليه بسبب المعلومات الخاطئة التي قدمت لهم. إذ كل من حفتر وعبد الحكيم بلحاج ومصطفى عبد الجليل وجبريل وكثيرون آخرون كانوا يسعون إلى الحصول على منصب القذافي.
إن مصراتة مدعومة من قبل قطر والعديد من الميليشيات يتلقون دعما من الفرنسيين والإيطاليين في حين أن حكومة طرابلس تدعم من قبل الفرنسيين والبريطانيين والإيطاليين. أما الإسلاميون المتطرفون فيتلقون المساندة من تركيا والولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وقطر والإمارات، كما أننا نعرف عن مساهمة إسرائيل بالأمر أيضا.
هيرلاند ريبورت: – لماذا يشاهد الغرب ما يحدث في ليبيا من رعب وفظائع بهذا الصمت؟ هل المشكلة تكمن في سيطرة السعودية على معظم وسائل الإعلام العربية مؤدية إلى وصول القليل فقط من الأخبار إلينا؟
ليندا أولستاين: الجواب سهل جدا، فهم يريدون تخبئة حقيقة أنهم المخططون لهذه الجريمة ضد الشعب الليبي وأنهم من هدم السيادة الليبية. نعم، صحيح أيضا أن السعودية تسللت إلى وسائل الإعلام العربية بالإضافة إلى ما تساهم به قطر والجزيرة وغيرها.
بعد سبع سنوات، تم تشريد ما لا يقل عن 3 ملايين ليبي وسجن عشرات الآلاف في سجون غير رسمية تديرها الميليشيات، حيث تنفذ عقوبة الإعدام بشكل يومي وترتكب جرائم تعذيب بجميع أنواعه ضد الرجال والنساء والأطفال. كما يتم اختطاف الآلاف بهدف الحصول على المال ولأسباب سياسية، إذ يسيطر قانون القوة الغاشمة وليس قانون حماية المواطنين. أين هو مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الآن؟ ما سبب الإهمال التام من قبل الإعلام الغربي لذكر الوضع الرهيب الذي يعاني منه المواطن الليبي العادي؟
هيرلاند ريبورت: – من فضلك حدثينا عن حالة السجون العديدة في ليبيا والتي عادة ما يديرها قادة الحرب الذين يقومون باختطاف الناس وحبسهم لسنوات من دون محاكمة. ما سبب عدم فعالية منظمات مثل منظمة العفو الدولية والصليب الأحمر؟ هل هم للعرض فقط؟
ليندا أولستين: نعم وللأسف فإن حالة السجناء في ليبيا مروعة جدا. هناك تعذيب وفظائع وقتل واغتصاب. بالإضافة إلى حقن السجناء بالهروين حتى أن يصلوا إلى مرحلة الإدمان وهناك أشرطة فيديو وصور تثبت ذلك وتقول أكثر مما يمكن أن تقوله ألف كلمة. إنه تعذيب لا إنساني ومروع، كغلي السجناء بالزيت الساخن والماء حتى وفاتهم أو صلبهم بإدخال المسامير في أعضاء أجسامهم كما لو كانوا جمادا وليس بشرا.
حتى أنهم يحرقون الأجسام ويعاقبون بطرق القرن الثامن عشر حيث يقومون بقطع أجزاء من الجسم. كما يتعرض الرجال والنساء للإغتصاب والتحرش الجنسي والوثائق الفوتوغرافية لهذه الإعتداءات مروعة جدا وهي موثقة أيضا. كما تم تسجبل كل حالة على حدة ليتم استخدامها عند توجيه الإتهامات ضد قادة الحرب المسؤولين عن السجون الخاصة والعديد من المذابح التي جرت مؤخرا. ولحسن الحظ، فإن السكان الليبيين ذكيين جدا في التقاط الصور عن طريق هواتفهم الجوالة، خاصة فيما يتعلق بصور المعذبين والموتى مما يساعدنا جدا في العمل الذي نقوم به. كما تجبر النساء على تعاطي المخدرات ليتمكنّ من مرافقة الرجال والبقاء معهم بالقوة، ويؤخذن إلى الحفلات والمنازل. كل ذلك يحدث غصبا عن إرادتهن إذ يتم إعطاءهن الكحول وحبوب Ecstasy. أما إذا حملت إحدى النساء فيتم إجهاض الجنينن بالقوة داخل السجن وبأسلوب غير محترف ومن دون وجود طبيب معتمد. كما أن الكثيرات من هؤلاء النساء يمتن أثناء هذه العملية بسبب الآلام أو فقدان الدم وهو أمر ذُكر من قبل العديد من الأسر والعاملين في مجال حقوق الإنسان. إلا أن تلك العائلات لا تجرؤ على النطق بكلمة في العلن لأن الميليشيات ستأتي وتأخذ أبناءهم الآخرين أيضا. فقد أصبحت السجون الخاصة عبارة عن تجارة مربحة لقادة الحرب، فهم يجبرون عائلات السجناء على دفع الفدية والمبالغ الأخرى مقابل إخراج السجناء.
كما أجبرت الميليشيات الكثيرون من السجناء على توقيع عقود للتخلي عن جميع ممتلكاتهم كالمنازل والأراضي. هكذا يستفاد قادة الحرب المجرمين من معاناة الشعب الليبي. وأعتذر لإبلاغكم بهذه التفاصيل الرهيبة، ولكنهم يقومون بكتابة أساميهم على جبهات السجناء بالسكانين والكثيرون منهم يصابون باضطرابات عقلية ويموتون تحت هذا التعذيب. كما يوجد من بينهم من يستلم أمر إطلاق سراحه رسميا من قبل المحاكم، ولكن المسلحين لا يطيعون حكم المحكمة ويقومون بتعذيبهم وقتلهم رغم ذلك. لدينا وثائق جيدة حول هذا الموضوع، مثل فضيحة سجن الرويمي والفضيحة الأخيرة حيث تعرض فيها 49 شخصا للتعذيب والقتل على يد أسامة الجويلي. لا أحد يكترث بهم فلا يزال الجويلي يحتجز بعض السجناء ولا يسمح بزيارة أسرهم لهم. ومنذ فترة قصيرة، تم قتل 50 شخصا في بنغازي، يزعم أن ذلك تم على يد خليفة حفتر وابنه صدام ذو السمعة السيئة جدا في ليبيا، حيث أن الناس يخشونه كثيرا.
يموت سجناء يوميا ولا يوجد هناك مساعدة على الأرض من قبل الصليب الأحمر أو منظمة العفو الدولية التي قمت بالتواصل معها والذهاب إليها. ولكنهم لم يهتموا بالأمر ولا حتى بالإستماع لي. كما أنني دعوتهم إلى اجتماع يتطرق إلى هذه الأزمة ولكنهم لا يفعلون شيئا. هيرلاند ريبورت: – ما هو الحل باعتقادك وما هو الطريق إلى السلام في ليبيا؟
ليندا أولستاين: الحل هو أن يكون هناك تصويت ديمقراطي وأن لا يتمكن أي من قادة الحرب هؤلاء من إرهاب الشعب أثناء الإنتخابات. وعلى الناس أن يختاروا بأنفسهم الزعيم المناسب لهم. يجب أن يختار الليبيون الشخص الذي سيحكم ليبيا. نحن نؤمن بالسيادة الوطنية. سيكون سيف الإسلام القذافي من المرشحين هذا العام، وهو يتمتع بمكانة شعبية قوية ضمن المجتمع الليبي كما أنه يبذل جهودا من أجل الوحدة بين جميع الليبيين والقبائل الليبية، معربا عن الحاجة إلى المصالحة والسلام. كما أن لديه خلفية تعليمية جيدة جدا وسجلا في قيامه بمساعدة الشعب الليبي. وهو شخص لم يرتكب أية فظائع مثل الرعب الهائل الذي نشهده حاليا. وقد كان يدير مشاريع إسكان كبيرة لأجل الشعب الليبي ويشارك في أعمال خيرية في جميع أنحاء أفريقيا. بالإضافة إلى أنه عمل في الصحافة الحرة وشجع على تشكيل دستور وعمل في مؤسسات ديمقراطية خلال حكم والده الراحل معمر القذافي. فهو مؤهل ومناهض للإنقسام في البلاد ويريد إحلال السلام للشعب وتهيئة الإستقرار في ليبيا تحت ظل حكومة واحدة.